أسامة الإدريسي.. هل حان وقت العودة للقارة العجوز؟

شكرًا لكم على متابعة أسامة الإدريسي.. هل حان وقت العودة للقارة العجوز؟ وللمزيد من التفاصيل

إن كان أسامة الإدريسي قد اختار دخول تجربة بالبطولة المكسيكية منذ 2023، والتي لا تمت بصلة بالمتابعة الإعلامية التي تشهدها المنافسة في أوروبا، حيث لعب بالعديد من بطولاتها، فإن كأس القارات كانت مناسبة ليعود للواجهة بعد تألقه مع ناديه باتشوكا المكسيكي في هذه المنافسة، وكذا تسجيله هدف عالمي في مرمى بوطافوغو البرازيلي، كما أن إجراءه النهائي أمام فريق من قيمة ريال مدريد الإسباني، قد زاد من تلميع صورته أمام الأداء الجيد الذي قدمه جل المباريات.

• أسد في الأراضي المنخفضة

هو من أبناء المهجر في هولندا التي تعرف حضورا مغربيا كثيفا على مستوى الممارسة الكروية، ووقع على أول عقد احترافي مع خرونينغن الذي لعب له ثلاث سنوات، وتألق معه بشكل ملفت، ليقرر بعد ذلك الإنتقال لأزيد ألكمار، وهناك أيضا واصل حضوره الجيد في البطولة الهولندية وكان بين نجوم هذا الفريق الذي لعب له موسمين ناجحين من 2018 إلى 2020 ولعب معه 69 مباراة وسجل 24 هدفا، وكانت هذه الأرقام كفيلة لتجعل العديد من الأندية تسعى للإستفادة من خدماته بعد المراحل الناجحة التي مرّ منها، خاصة على مستوى اختياراته التي كانت ذكية في بداية مشواره الإحترافي.

• صعوبات في بلاد الأندلس 

لم تنحصر أطماع الأندية لانتدابه الإدريسي على المستوى المحلي في هولندا، ولكن تجاوزتها لبطولات أخرى، لذلك قرر مغادرة أزيد ألكمار بعد أن ارتفعت أسهمه لدخول تجربة جديدة في بطولة الليغا مع إشبيلية، التي كانت فرصة من أجل تلميع صورته أكثر وإبراز مؤهلاته وإمكانياته، غير أن الأمور لم تسر وفق كانت تشتهيه نفسه، فوجد صعوبة في التأقلم مع الأسلوب الإسباني الذي يعتمد على السرعة والإندفاع، ولم يحد في موسمه الأول مساحة كبيرة من اللعب بعد أن وقع مع الفريق الأندلسي عقدا لثلاث سنوات، فأعاره على التوالي لأياكس الهولندي وقاديس الإسباني، ثم فاينورد الهولندي دون أن تكون هذه التجارب الثلاث ناجحة بالشكل المطلوب.

• إختيار من بعيد 

قلة هم المغاربة الذين يختارون الهجرة لدول أمريكا الشمالية، لذلك كان اختيار الإدريسي بالإنتقال عام 2023 لباتشوكا المكسيكي نوعا مفاجئا لعدة الإعتبارات، فكان في هذا الإختيار نوع من المغامرة، لكن من جانب آخر كان عبارة عن تحدي شخصي للإدريسي ليبدأ مرحلة جديدة في مشواره الكروي وينطلق بحلة أخرى، رغم ما كان من توجس وغموض من هذه المغامرة.

لكن الظاهر أن الإدريسي قد وجد نفسه في المكسيك ليستعيد ذكريات تألقه بخرونينغن وأزيد ألكمار، وتخلص من خيبة تجارب إشبيلية وقاديس وأياكس وفاينورد، حيث كان حضوره ناجحا ويعتبر من نجوم باتشوكا ونال معه عصبة الكونكاكاف 2024.

• كأس القارات.. الميلاد الجديد 

كانت كأس القارات مناسبة ليعود بقوة للواجهة، فتنزه بين تضاريسها، ويكفي الذكر أنه سجل واحدا من أجمل الأهداف في مرمى بوطافوغو البرازيلي، وأكد هذا الهدف الإمكانيات التي يختزلها هذا اللاعب والتي ربما لم يستغلها سابقا، وواصل كذلك مشواره في هذه المنافسة بالإنتصار على الأهلي المصري بضربات الترجيح، ثم لقاء ريال مدريد الإسباني الذي كان باكورة المجهودات التي قام بها من أجل العودة للواجهة، وتأكيد أن اختيار باتشوكا كان مفيدا وموفقا، بدليل الإشادة التي تلقاها من وسائل الإعلام والدور الذي لعبه مع فريقه للوصول للنهائي.

• ما بعد القارات

كان من الطبيعي أن يكون هناك حديث عن الإدريسي وتألقه في هذه المنافسة والعروض التي ممكن أن يتوصل بها، سواء من أوروبا أو من بعض الفرق الأخرى، كالأهلي المصري الذي عبر عن إعجابه بالمستويات التي يقدمها الإدريسي، خاصة أنه واجه الفريق المصري الذي وقف عن قرب على مستوياته.

ومؤكد أن الكلمة الأخيرة تبقى للإدريسي ومدى رغبته في مغادرة المكسيك والعودة لأوروبا بوجه آخر وتجربة مهمة، خاصة أن المنافسة في البطولة المكسيكية لها أسلوبها الذي يجمع بين التقنيات والسرعة والإندفاع، وقد أفادت كثيرا الإدريسي في انتظار ما سيؤول له مستقبل هذا اللاعب الذي يعتبر حاليا سفيرا ناجحا للكرة المغربية بالمكسيك.

المصدر / وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى