مانويل أوغارتي في مانشستر يونايتد مجبرا على الرحيل .. ما القصة؟

انهي نادي مانشستر يونايتد  الإنجليزي تعاقده مع مانويل أوغارتي  البالغ من العمر 23 عاما،  قادما من نادي باريس سان جيرمان الفرنسي بصفقة بلغت قيمتها  60 مليون يورو، بعد صيف مليء بالتكهنات الإعلامية التي ربطت بين الاثنين.

يبدو أن مانشستر يونايتد أخيرًا حقق هدفه الأساسي من التعاقد مع لاعب خط الوسط مانويل أوغارتي بنادي باريس سان جيرمان ، مما  يعزز المدير الفني مانشستر يونايتد إريك تين هاج تأمين خط الوسط المركزي الذي كان يبحث عنه بشغف.

كيف يمكن لأوغارتي معالجة نقاط ضعف دفاع مانشستر يونايتد؟

كان أوغارتي لاعب خط الوسط الدولي الأوروجوياني هو اللاعب الوحيد الذي ارتبط اسمه بشكل جدي بالانضمام إلى يونايتد هذا الصيف ، ورغم أن الصفقة بدت مستحيلة قبل بضعة أسابيع، حيث أفادت تقارير أن النادي الإنجليزي غير راغب في تلبية قيمة عرض باريس سان جيرمان البالغ 60 مليون يورو (51 مليون جنيه إسترليني)، إلا أن بعض الأسماء الأخرى لم يتم النظر فيها إلا لفترة وجيزة كبدائل محتملة.

وكانت التكهنات حول الاهتمام بساندر بيرج لاعب بيرنلي – الذي انضم منذ ذلك الحين إلى فولهام ، ويمكن تفسير تعليقات تين هاج حول “الالتزام بالخطة “في سوق الانتقالات” عندما سئل عن استبدال اللاعبين المصابين على أنها موقفهم الرسمي بشأن أوغارتي، خاصة الآن بعد أن يبدو أن هذه الخطوة عادت إلى المسار الصحيح.

وقد أدت هذه القصة إلى انقسام قاعدة جماهير مانشستر يونايتد، لكن أصبح من الواضح منذ بعض الوقت أن النادي يحتاج إلى لاعب وسط أكثر دفاعية وأكثر قدرة على الإرباك.

واجه يونايتد انتقادات مستمرة في الموسم الماضي بسبب ضعفه الشديد، حيث أثبت خط وسطه المتسع أنه من السهل للغاية على المنافسين استغلاله.

وأدى الجمع بين الضغط العالي وخط دفاعي عميق نسبيًا إلى خلق فجوات كبيرة في الوسط، والتي غالبًا ما طغت على دفاعهم، وخاصة خلال أزمة الإصابات التي تركتهم في كثير من الأحيان دون قوة.

وأصبح صراع يونايتد مع التسديدات التي تلقاها أحد أسوأ الأسرار المخفية في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث أنهى الموسم احتل المركز الثاني بـ 667 تمريره خلف شيفيلد يونايتد الذي هبط 678 تمريره.

ولا شك أن خط وسط الفريق لعب دورًا في هذه المشكلة، حيث سجل خصومهم 620  تمريره  إلى الثلث الأخير – وهو أعلى رقم في الدوري الإنجليزي الممتاز. ومن بين هذه الانتقالات، أسفرت 205 عن تسديدات، ولم يكن سوى لوتون تاون (215) ونيوكاسل يونايتد (208) أسوأ سجلًا. بالإضافة إلى ذلك، واجه يونايتد ثالث أكبر عدد من التسديدات من الهجمات المرتدة السريعة (36).

ويأمل الفريق أن يساعد لاعب مثل أوغارتي في تعزيز خط الوسط دفاعياً وتقديم دعم إضافي لكاسيميرو. ورغم أن كاسيميرو لا يزال يتمتع بالكفاءة الفنية والقيمة في التعامل مع الكرة، إلا أن قدراته البدنية والدفاعية تراجعت.

سيجلب أوغارتي العدوانية والقوة والصلابة الدفاعية التي يعتقد الكثيرون أنها مفقودة. في الموسم الماضي في الدوري الفرنسي، كان اللاعب الوحيد الذي حقق متوسطًا يزيد عن 4.0 محاولات تدخل في كل 90 دقيقة (4.6) وقاد التدخلات الناجحة بمعدل 2.7 في المباراة.

إنه ثابت في مسؤولياته الدفاعية وهو لاعب رائع في التصدي ، ومع ذلك، فإن هذا النهج قد يؤدي إلى مشاكل؛ حيث كان متوسط الأخطاء التي استقبلها في المباراة الواحدة 2.1 خطأ مرتفعًا بشكل ملحوظ. ومع ذلك، غالبًا ما يكون هذا بمثابة مقايضة مع لاعبين مثل أوغارتي، وهو الجانب السلبي الذي من المرجح أن يكون تين هاج على دراية به.

هل خبرة أوغارتي تستعيد قوة يونايتد الدفاعية؟

على الجانب الإيجابي، يتمتع أوغارتي بسجل حافل في استعادة الكرة. فقد تجاوزه لاعبان فقط في الدوري الفرنسي (900 دقيقة على الأقل) بمعدل 8.4 مرة في الموسم الماضي، كما أن معدل اعتراضاته البالغ 1.9 مرة في كل 90 دقيقة جعله يحتل المركز الرابع عشر في نفس المجموعة. ورغم أن هذه الأرقام قد لا تبدو استثنائية، إلا أنها مهمة بالنسبة للاعبين من فرق أقل سيطرة على الكرة. ويسلط أداء أوغارتي القوي في كلا المجالين الضوء على تمركزه الممتاز ووعيه.

ونظرا للصعوبات التي واجهها يونايتد في الموسم الماضي بسبب استقبال الأهداف من التمريرات القصيرة أو العرضيات المنخفضة إلى حافة منطقة الجزاء، فإن وصول أوغارتي قد يعالج هذه المشكلة.

ومع ذلك، قد يشعر بعض المشجعين بالقلق من أن أوغارتي لن يكون المتحكم في المباراة الذي يرغبون فيه. يبدو أن العديد من المشجعين اليوم يتوقون إلى لاعب مثل رودري، على الرغم من أن مثل هؤلاء اللاعبين نادرون للغاية.

وهذا يقودنا إلى السبب وراء رحيل أوغارتي في المقام الأول: فقد أفادت التقارير أن لويس إنريكي أبلغه أنه ليس جزءًا من خططه للفريق الأول، على الرغم من انضمامه من سبورتنج لشبونة في الصيف الماضي.

وتشير التقارير إلى أن أوغارتي يتدرب بشكل منفصل عن الفريق الأول، حيث يفضل مدرب باريس سان جيرمان لاعب وسط أكثر قدرة على التحكم في الاستحواذ. ورغم أن أوغارتي شارك في 25 مباراة بالدوري الفرنسي الموسم الماضي، يبدو أن المدرب يعتقد أن التغيير ضروري.

في حين لا ينبغي لجماهير يونايتد أن تتوقع أن يكون أوغارتي بديلاً مباشرًا لرودري، فلا ينبغي لنا أن نعتبره غير كفء في التعامل مع الكرة. في الواقع، إنه بارع من الناحية الفنية، وقوي، وقادر تمامًا على المراوغة.

وفيما يتعلق بتوزيعه للكرة، أكمل أوغارتي 91.4% من تمريراته في الموسم الماضي، وهي نسبة لم يتجاوزها سوى ثمانية لاعبين حاولوا تمرير 1000 تمريرة على الأقل. ومع ذلك، كانت تمريراته متحفظة في كثير من الأحيان وتفتقر إلى الإبداع. على سبيل المثال، تم اعتبار 42 تمريرة فقط من أصل 1314 تمريرة مفتوحة تقدمية (تمريرات تحرك الكرة بنسبة 25% على الأقل أقرب إلى المرمى). وهذا يعادل 3.2% فقط، وهو ما يحتل المرتبة الثالثة عشرة من بين 155 لاعبًا حاولوا تمرير 700 تمريرة على الأقل.

ولو أخذنا في الاعتبار دوره كلاعب وسط دفاعي متمركز في العمق، فإن هذا الرقم منخفض للغاية ، قد لا يكون هذا مشكلة إذا كان يتماشى مع دوره المتوقع، لكن بعض المشجعين قد يأملون في أن يحصل يونايتد على نسختهم الخاصة من رودري – وهو ما لم يحدث.

ومع ذلك، لم تظهر فترة تين هاج أي مؤشرات على أنه يهدف إلى أن يصبح يونايتد فريقًا يركز على الاستحواذ مثل مانشستر سيتي ، بدلاً من ذلك، كان الفريق أكثر فعالية كفريق انتقالي لكنه عانى ضد خصوم مماثلين. يمكن أن يساعد أوغارتي في معالجة هذه الثغرة ببراعته الدفاعية. في حين أنه قد لا يكون صانع ألعاب تقليديًا، إلا أنه بعيد كل البعد عن أن يكون عبئًا.

والنقطة الأساسية التي يجب أن نأخذها في الاعتبار هي أن أوغارتي يجب أن يقدم لمانشستر يونايتد نقاط القوة التي يفتقر إليها الفريق حاليًا ،ويبدو أن ملفه الشخصي مناسب تمامًا لمعالجة واحدة من نقاط الضعف الأكثر أهمية في الفريق.

وفي هذا السياق، يبدو أن أوغارتي لديه القدرة على أن يكون إضافة قيمة.