الرجاء في أبطال إفريقيا.. إقصاء صادم ونسرٌ جريح في حاضر مظلم بالأزمات
شكرًا لكم على متابعة الرجاء في أبطال إفريقيا.. إقصاء صادم ونسرٌ جريح في حاضر مظلم بالأزمات وللمزيد من التفاصيل
وإن طالت الأسطر وتعددت الصفحات للتعبير، تظل الغصة عالقة تأبى الاضمحلال، هي مشاعر مختلطة تخلف صدمة تنهش أذهان المنتمين، الذين استبصروا الأمل في ماضٍ قريب، بنجاحات جعلتهم يستحضرون الهدف الذي راودهم لأزيد من عقدين، في كأس أبت الخضوع لنسر جارح بات جريحا في حاضره.
بين الموسم الماضي والحاضر، اختلاف صارخ، كأن المشترك لا يعود على ذات النادي، موسم تاريخي ذهبي، أكد فيه الفريق بأنه الأفضل محليا عن جدارة واستحقاق، لينقلب الحال رأسا على عقب، ويبصم البطل على موسم السقوط السريع والهوان، تاركا الأمل الذي ظهر سابقا للأنصار، ينطمس في ظلام النكسة والخيبة.
رأت جماهير الرجاء الرياضي، في الموسم الحالي، فرصة العودة للعرش القاري، قمة إفريقيا التي غاب عنها الرجاء لسنوات، بعدما كان من أسيادها وأحد سباقيها، قبل أن يترك المكان لمن جاؤوا من بعده، دون أن يتمكن من مصالحة تاريخه بحاضر يكافئ به الجيل الحالي من المناصرين الأوفياء له.
مع بداية الموسم الحالي، مشاكل تتوالى على الرجاء، بداية برحيل المدرب الألماني، جوزيف زيبار، وبعض اللاعبين، كاسماعيل مقدم ومحمد المكعاصي، ثم ابتعاد محمد بودريقة عن رئاسة النادي، وتعويضه بنائب، عادل هالا، إلى تعاقدات ضعيفة على مستوى اللاعبين والمدربين، وأزمات مالية تتضاعف، ظروف هي تنخر جسد الرجاء الذي ظهر ضعيفا غير قادر على مجارات تطور مجموعة من الأندية الأخرى، دون أن يتمكن الأخضر من الاستفادة من مكتسبات الموسم الماضي.
هزائم في البطولة وأبطال إفريقيا، الأخيرة التي تمكن ببعض المعاناة من بلوغ مرحلة المجموعات، لينهزم أمام الجيش في ميدانه، ويتعادل مع مانييما في ثاني مباراة له، ثم انهزم في المباراة الثالثة بجنوب إفريقيا، قبل أن ينتصر في الدار البيضاء، ويتعادل مع الجيش الملكي في مكناس، ويحقق فوزا غير مقنع على مانييما في آخر ظهور، وينتهي بذلك مشوار الرجاء في المنافسة، كثالث مجموعته بـ8 نقاط، بفارق نقطة واحدة عن المركز الثاني المؤهلة لدور ربع نهائي أبطال إفريقيا.
بين النكبة والمستجدات المتوالية، يرتمي مناصر الرجاء في زاويته، يتابع ويتلظى حسرة على ما بلغه حال فريقه، فريقه الذي كان بطل الأبطال قبل أشهر فقط، هو الآن يعاني، يُستنزف، أزمات مالية، رحيل للقائد، فشل تسييري، وعدم القدرة على إبرام تعاقدات، تراكمات يتحمل وزرها النادي وكل متيم بحب الفريق، كل وفيّ اعتاد التضحية لأجل كيان لا يريد منه شيء غير أن يراه في كامل عافيته، وفي مكانته التي تعلي رأسه وترفع فخره بانتمائه.