أموريم في مهمة مستحيلة لإنقاذ أسوأ نسخة عبر تاريخ يونايتد

“نحن الفريق الأسوأ ربما في تاريخ مانشستر يونايتد”.. بهذه الكلمات ردّ المدرب البرتغالي روبين أموريم على سؤال أحد الصحفيين، في المؤتمر الذي أعقب خسارة فريقه أمام برايتون (1-3) في ملعب أولد ترافورد، ضمن الجولة الثانية والعشرين من الدوري الإنجليزي، والتي جعلت اليونايتد يتراجع إلى المركز الثالث عشر على لائحة الترتيب، برصيد 26 نقطة فقط، بفارق 24 نقطة كاملة عن ليفربول المتصدر، وعشر نقاط عن مراكز الهبوط.

ثلاثة انتصارات فقط في آخر عشر مباريات، حصيلة تكاد تكون الأسوأ بين فرق الـ”بريميرليغ” إذا ما استثنينا الفرق التي تحتل المراكز الأربعة الأخيرة في لائحة الترتيب لهذا الموسم، على الرغم من أن هذه الفترة شهدت الفوز على مانشستر سيتي في مباراة الديربي، والتعادل مع ليفربول في مباراة قدّم فيها الشياطين الحمر أداءً مميزًا.
 
التوقعات والآمال كانت كبيرة منذ قدوم أموريم من سبورتينغ لشبونة، قياسًا بما قدمه مع فريق العاصمة البرتغالية في آخر موسمين في دوري بلاده، لكن سجل نتائج يونايتد في المباريات الأخيرة أظهر أموريم بصورة أسوأ من المدربين السابقين الذين تولوا إدارة الفريق، فيما بات يعرف بـ”المهمة المستحيلة” في أولد ترافورد.

هزيمة مانشستر يونايتد أمام برايتون كانت السادسة له في 11 مباراة خاضها الفريق تحت قيادة أموريم في الدوري الإنجليزي. نتائج أظهرت غياب الصدمة الإيجابية المرجوة، جراء تغيير الجهاز الفني السابق بقيادة الهولندي إريك تين هاغ.

مانشستر يونايتد والتركة الثقيلة

مضى أكثر من عقد على الزمن منذ رحيل السير أليكس فيرغسون عن اليونايتد، وهو الرجل الذي منح هيمنة شبه مطلقة لـ”الشياطين الحمر” على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، من خلال التتويج بـ13 من ألقاب الفريق العشرين في البطولة.

ومنذ رحيله عن مانشستر يونايتد في نهاية موسم 2012-13، لم ينجح أي مدرب من المدربين الذين ورثوا “تركته الثقيلة” في تحقيق النجاحات ذاتها، وبالرغم من أنّ إنفاق إدارة اليونايتد لم يتوقف، إلاّ أنّ أحدًا لم يتمكن من بناء فريق قادر على المنافسة على لقب البريميرليغ، علمًا أنّ اليونايتد حل في مركز الوصافة في مناسبتين فقط، مع كل من جوزيه مورينيو في موسم 2017-18، وأولي غونار سولشاير في 2020-21.

وبحسب الأرقام والإحصاءات، فإن أموريم يعد المدير الفني الأسوأ في حقبة ما بعد فيرغسون، عند الأخذ بعين الاعتبار النتائج التي حققها كل مدرب في أول 11 مباراة له مع مانشستر يونايتد، إذ حصد المدرب البرتغالي 11 نقطة فقط، وهي حصيلة أقل بخمس نقاط من حصيلة الهولندي لويس فان غال، في حين أن مورينيو حصد 18 نقطة في أول 11 مباراة له مع اليونايتد، بينما وصل كل من ديفيد مويس وإريك تين هاغ إلى 20 نقطة، أما المدرب الوحيد الذي تمكن من تجاوز عتبة العشرين نقطة في أول 11 مباراة له على مقاعد بدلاء اليونايتد فكان النرويجي سولشاير بـ29 نقطة.  

اعتراف وإصرار

أموريم اعترف بأن الحصيلة الإجمالية له مع مانشستر يونايتد حتى الآن لا تسعد جماهير أي ناد إنجليزي، فكيف الحال عندما يتعلق الأمر بجماهير فريقه، مؤكدًا أنه يتفهم تمامًا غضبهم وانتقادات وسائل الإعلام، لكنه شدد في الوقت ذاته على أنه سيواصل العمل بنفس النهج والطريقة، لأنها من وجهة نظره ستثمر في نهاية الأمر.

نجاحات أموريم في سبورتنغ لشبونة كانت من خلال الاعتماد على الأسلوب التكتيكي (3-4-2-1)، وبالرغم من أنه يفتقد إلى اللاعبين القادرين على تطبيق هذا الأسلوب في مانشستر، إلا أنه ما زال مصرًّا على فلسفته، ويرفض التغيير.

ويحظى مدرب مانشستر يونايتد حتى الآن بدعم الإدارة وعدد كبير من الجماهير، لكن الإخفاق في تحسين النتائج قد يقود إلى الهاوية، وبينما صفّق البعض لتشبث المدرب البرتغالي بمبادئه، من أجل تحضير الفريق للموسم المقبل، الذي سيحظى فيه بفترة استعداد جيدة في الصيف وبسوق انتقالات يرضيه، إلا أن البعض الآخر يتساءل ما إذا كان هذا العناد سيفيد للوصول إلى النتائج المرجوة في المستقبل.

نهائيات وليس مجرد مباريات

قبيل فترة التوقف الدولية المقبلة، سيخوض مانشستر يونايتد تسع مباريات في بطولة الدوري ومباراة على الأقل في مسابقة كأس إنجلترا، ومباراتين على الأقل في مسابقة الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ”.

ويدرك أموريم أنّ مباريات مانشستر يونايتد المقبلة، وخاصة تلك التي سيلعبها في البريميرليغ، لن تكون مجرد مباريات وإنما نهائيات يتوجب عليه الفوز بها من أجل تحسين ترتيب الفريق على لائحة الترتيب قبل الوصول إلى الأمتار الأخيرة من الموسم الحالي، علمًا أن انتزاع إحدى بطاقات التأهل للمسابقات الأوروبية يبدو أمرًا في غاية الصعوبة، ما لم يتم عن طريق التتويج بإحدى مسابقتي الكأس المتبقيتين أمام الفريق (كأس إنجلترا والدوري الأوروبي).